التحالف وحكومة هادي يراهنان على مكاسب عسكرية في الساحل الغربي لاستثمارها على طاولة التفاوض وطرف صنعاء مصممان على تكرار ما حصل في نهم
يمنات – صنعاء
رأت الخبيرة في الشأن اليمني بمجموعة الأزمات الدولية، ابريل آلي، أن حكومة هادي اطلقت عمليتها العسكرية في باب المندب، بعد أن رأت أن لديها فرص افضل على الساحل الغربي من تلك الفرص في الجبال حول صنعاء.
و أشارت إلى أن التحالف السعودي الداعم لحكومة هادي، مصمم على استعادة اراض اضافية قبل اعطاء فرصة جديدة للمفاوضات، حسب ما أوردته وكالة “فرانس برس”.
و ترى مجموعة الأزمات الدولية أن طرفي الصراع في اليمن في اليمن، أصبحا عالقين في دوامة. مشيرة إلى أن ذلك يتسبب في عرقلة المفاوضات التي ترعاها الامم المتحدة.
و أطلقت حكومة هادي العملية العسكرية في الساحل الغربي للبلاد، عقب فشلها في تحقيق اختراق في جبهة نهم إلى الشرق من العاصمة صنعاء.
و شهدت جبهة نهم معارك عنيفة خلال الأسبوعين الماضيين، غير أنها لم تحقق أي اختراق من شأنه أن يغير موازين القوى العسكرية.
و على الرغم من الخلافات التي يشهدها المعسكر الموالي للتحالف السعودي في اليمن، إلا أن حكومة هادي اطلقت السبت 7 يناير/كانون ثان 2017، عمليتها العسكرية، غير أنها لم تتمكن من تحقيق أي انجاز عسكري، و ما يزال طابع الكر و الفر مسيطرا على المعارك التي تشهدها هذه الجبهة.
يقول المحلل السياسي الموالي لـ”هادي” نجيب غلاب، إن الجمود الحالي ناجم عن حالة الانقسام الواضحة في البلاد، سواء في صف الشرعية او في صفوف من اسماهم بـ”الانقلابيين”.
و يعترف غلاب الذي عينه هادي مؤخرا وكيلا لوزارة الاعلام، ان محور هادي يشهدا انقساما خصوصا على المستوى العسكري.
و بحسب ما أوردته فرانس برس، يقول غلاب: هناك جيش في الجنوب وجيش في الشمال و لا ترضخ وحدات الجيش في الجنوب للأوامر الصادرة عن الحكومة.
و اعتبر ان الوضع يستدعي اعادة ترتيب اوضاع الجيش ليأتمر بأوامر موحدة وبإرادة موحدة و الا يكتفي بارتباطه المباشر بقيادة التحالف السعودي.
و عوضا عن ذلك تقوم دول في التحالف على راسها السعودية و الامارات بتدريب و تجهيز وحدات لها انتماءات مختلفة، بينها تيارات اسلامية.
و بهدف التصدي لحزب الاصلاح النافذ في اليمن، قامت الامارات و من منطلق عدائها لجماعة الاخوان المسلمين التي يعتبر حزب الاصلاح جزءا منها، بدعم التيار السلفي و اعادة تنظيمه عسكريا ممثلا بجماعة ابو العباس في تعز (جنوب غرب) و قوات الحزام الامني في عدن و قوات النخبة في حضرموت، بحسب الوكالة الفرنسية.
و بالمقابل فإن الحراك الجنوبي المنادي بانفصال الجنوب، و المنضوي ضمن معسكر هادي، يجد نفسه في مواجهة مع الاسلاميين الموالين لـ”هادي” الرافضين انفصال الجنوب.
و يقول قائد انفصالي لم تكشف الوكالة عن هويته، أن الجميع متفقون على محاربة تحالف الحوثي و صالح، لكنهم يختلفون حول مستقبل اليمن بعد التخلص منهم.
من جهته، يقر وزير خارجية حكومة هادي بوجود تعدد في الرؤ، مرجعا سببه لحالة الاحباط جراء ركود العملية السياسية و العسكرية، لكنه يعتبر ان هذا التعدد يمكن تجاوزه مع تحقيق المزيد من المكاسب العسكرية.
و منذ سيطرة التحالف السعودي و حكومة هادي على خمس محافظات جنوبية في يوليو/تموز 2015، تواجه هذه القوات صعوبات في تحقيق تقدم جوهري اضافي في مواجهة خصومهم.
و بحسب تصريحه لوكالة “فرانس برس” يرى عبد الملك المخلافي، أن تحريك العملية العسكرية امر حتمي من اجل اعادة احياء المسار السياسي.
و يفيد المخلافي أن الادارة الاميركية معطلة باتت حاليا مشغولة بعملية انتقال السلطة بين ادارتي اوباما و ترامب، في حين أن الحوثيون اساسا لا يقبلون بمنطق الحوار الا اذا تغير الوضع العسكري في الميدان.
و تسعى حكومة هادي من العملية العسكرية في باب المندب للسيطرة على المناطق الساحلية القريبة من باب المندب، جنوب البحر الأحمر، التي تمتد بطول نحو 450 كلم، و ذلك عبر السيطرة على ذو باب ثم مدينة المخا قبل التقدم نحو الحديدة و مدينة ميدي الحدودية بمحافظة حجة.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا